روائع مختارة | قطوف إيمانية | عقائد وأفكار | حـبيـبي..

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > عقائد وأفكار > حـبيـبي..


  حـبيـبي..
     عدد مرات المشاهدة: 1854        عدد مرات الإرسال: 0

كانت كلمات الغزل التي ينادي بها زوجته أمام الآخرين تكمل شخصيته الإستعراضية، لا أنكر أنني كنت في بعض الأوقات أشعر بالشفقة على نفسي عندما أرى حركات وألفاظ يقولها أبطال المسلسلات التركية ولكنني كنت مقتنعة وراضية لثقتي أنها لا تحدث إلا في الإستوديوهات وعند بعض العاشقين من المراهقين الكبار والصغار، ولكنني كنت أشعر بهذا الشعور لأنني كنت أراها منه واقعا أمامي.

جارتنا أيضا إستغربت مناداته لها بهذه الكلمات في الشارع وأمام الآخرين وعلقت قائلة يومها: هنيئا لها ضعف بصره.

وكانت تعني أن تلك الألفاظ تليق بأميرة جميلة وليس بتلك التي تتعلق ذراع ذلك الشاب الوسيم، وأخبرتُها حينها أن السرَّ يكمن في رغبته بأن يعيش قصة حب تجسدها الروايات مع زوجته، وأن يضرب به المثل دون أن يعنيه شخصها أو أنها تستحق تلك المعاملة منه أو هذا الحب.

كنت أتخيله يعيش حلما يشبِّه فيه نفسه بأبطال قصص الأميرات والأمراء التي كان يقرأها في صغره، وأنه يشعر أنه سيكون يوماً الأمير الذي سينقذ سندريلا المعذبة من بيت أهلها، وبالفعل أنقذ إحداهن من براثن العنوسة ولكنها لم تكن السندريلا أبداً بل إحدى أختيها القبيحتين وغير المسئولتين ولم ينتبه صاحبنا أو الأمير إلى الأمر حتى بعد زواجه وإنجابه منها وكنت بدوري أود أن أرسله إلى طبيب للعيون لأنني كنت أشك في أن مرضا أصابه فيهما.

سنوات مرت والعاشق الولهان يغرق أخت السندريلا بكلمات الحب وتتزايد معاني كلماته أمام الآخرين وهي تعيش نشوة حب ظنت لزمان طويل أنها لن تشعر بطعمه نظرا لقلة إمكاناتها وضعف ما لديها من ميزات تجعلها تتمكن من إصطياد قلب عجوز فضلا عن شاب وسيم كالذي وهبها إياه القدر.

صدقت أخيرا أنها جميلة الجميلات ولم تتنبه لنظره القاصر أو لرغبته العمياء في أن يظهر أمام الآخرين، وأنه يجبرهم على البحث عن ميزات تلك الزوجة ليتعلموا منها كيف جعلت من زوجها ذلك العاشق وأقنعته أنه يعيش قصة حب رائعة وأنهم لم يجدوا جوابا لسؤالاتهم.

راحت تتمتع بحبه وعشقه وكلماته المؤثرة وصدقت أنها إحدى أميرات القصص أيضا ناسية أو متناسية مهام ومشاغل راحت تلقيها على أكتافه أو أكتاف المقربين.

إضطررت يوما لزيارة مكان كانت تسكنه ورأيت بنفسي الفوضى التي تستوطن المكان ورأيت ملابسهم الرخيصة المستهلكة ورأيت ملابسه التي فقدت رونقها وكانت كرمشتها تشير إلى عدم إهتمام المعشوقة بتلك التعليمات التي تلصق من قبل الصانع على الملابس بشكل مفصل وممل.

إتهمت نفسي بالتقصير في البحث والنطق سريعا بالحكم وشككت في غيرة أصابتني، وسامحت نفسي أخيرا عندما رأيت طفلا قد قارب الرابعة لم يحفظ حتى سورة الفاتحة التي سيصلي بها عمره كله، ولا يعرف قيما أو أي نوع من الآداب، وفكرت في أن الأمير يحتاج إلى مكبر من النوع الذي يكشف مغاليق كواكب السماء.. أو أنه يحتاج في الحقيقة إلى طبيب نفسي لا أكثر.

الكاتب: عبير النحاس.

المصدر: موقع رسالة المرأة.